News

Events

No content found

 البيان الصحفي الصادر عن الدورة الرابعة والاربعين للمجلس الوزاري

البيــان الصحفـــي
الصادر عن الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الوزاري
جـــدة
11 ـ 12 ربيع الأول 1413هـ
8 ـ 9 سبتمبــر 1992م



عقد المجلس الوزاري دورته الرابعة والأربعين يومي الثلاثاء والأربعاء 11 و 12 ربيع الأول 1413هـ الموافق 8 و 9 سبتمبر 1992م في مدينة جدة برئاسة معالي الشيخ/ سالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت وبحضور اصحاب السمو والمعالي:

ـ سمو الشيخ/ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشئون الخارجية بدولة الامارات العربية المتحدة
ـ سعادة الشيخ/ محمد بن مبارك آل خليفة وزير خارجية دولة البحرين
ـ صاحب السمو الملكي الأمير/ سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعوديـــة
ـ معالي / يوسف بن علوي بن عبدالله وزير الدولة للشئون الخارجية بسلطنة عمان
ـ سعادة الشيخ/ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير خارجية دولة قطر


تدارس المجلس الوزاري المستجدات الاقليمية والدولية، ولاحظ بقلق بالغ استمرار النظام العراقي في عدم الامتثال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بعدوانه على دولة الكويت وخرق شروط وقف اطلاق النار التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 687 بمواصلته احتجاز مواطنين كويتيين ورعايا دول اخرى، ومقاطعة اعمال لجنة الأمم المتحدة لترسيم الحدود بين دولة الكويت والعراق ثم رفضه توصياتها في قرار مجلس الأمن الخاص بذلك، وكذلك عدم تنفيذه لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بعملية دفع التعويضات بحكم مسئوليته القانونية عن الأضرار الناجمة عن عدوانه، وتباطؤه في اعادة كافة الممتلكات الكويتية، ومماطلته في ازالة جميع اسلحة الدمار الشامل.

ويدين المجلس تجدد التصريحات العدائية وتزايد التهديدات التي يطلقها النظام العراقي ضـد دولة الكويت ودول مجلس التعاون، وتهديده الأمن والاستقرار في المنطقة مؤكدا دعمه للكويت ترجمة لمبدأ الأمن الجماعي. كما يعبر المجلس عن ارتياحه لصدور قرار مجلس الأمن رقم 773 الذي اكد على ضمان مجلس الأمن لحرمة الحدود الدولية بين دولة الكويت والعراق. ويرى المجلس ان القرار يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ويؤكد المجلس مجددا ضرورة تنفيذ العراق لكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بعدوانه دونما تسويف او تلاعب او تجزئه، وان يبادر فورا الى اطلاق سراح الأسرى والمحتجزين من الكويتيين ورعايا الدول الأخرى وفقا للقانون الدولي ولقرار المجلس الخاص بوقف اطلاق النار، وانهاء هذه المأساة الانسانية.

ويجدد المجلس الوزاري تأكيد حرصه الشديد على وحدة العراق وسلامته الاقليمية، ويحمل النظام العراقي المسئولية كاملة عن معاناة الشعب العراقي نتيجة سياسات ذلك النظام الخارجة على القانون ورفضه تنفيذ قراري مجلس الأمن رقم 706 و 712 اللذين يعالجان توفير الاحتياجات الغذائية والدوائية. ويؤكد المجلس ان اعلان حظر الطيران العراقي جنوب خط العرض 32 يأتي وفقا لقرارات وبيانات مجلس الأمن وفي اطار حرص المجتمع الدولي على وقف عمليات الابادة التي يمارسها النظام العراقي ضـد الشعب العراقي.

ويتابع المجلس بقلق بالغ الاجراءات التي اتخذتها ايران في جزيرة ابو موسى وتطورات الأحداث فيها، ويعبر عن استنكاره الشديد للاجراءات التي اتخذتها ايران في الجزيرة لما تمثله من انتهاك لسيادة ووحدة اراضي احدى دول مجلس التعاون وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. ويطالب الجمهورية الاسلامية الايرانية باحترام مذكرة التفاهم التي توصلت اليها امارة الشارقة وايران آنذاك، مشددا على ان جزيرة ابوموسى اصبحت من مسئولية حكومة دولة الامارات العربية المتحدة منذ قيام الاتحاد، كما يعرب عن رفضه القاطع لاستمرار احتلال الجمهورية الاسلامية الايرانية جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى التابعتين لدولة الامارات العربية المتحدة.

ويعبر المجلس عن اسفه الشديد لاتخاذ ايران تلك الاجراءات غير المبررة، ويرى ان في ذلك السلوك اخلالا بالرغبة المعلنة لتطوير العلاقات بين الجانبين، وتعارضا مع المبادئ التي تقوم عليها العلاقات بين دول مجلس التعاون وايران، واتفاق الجانبين على اقامة علاقات مبنية على اساس من الالتزام بمبادئ القانون الدولي واحترام استقلال وسيادة ووحدة اراضي الدول وعدم التدخل في الشئون الداخلية، ونبذ اللجوء الى القوة او التهديد باستخدامها وحل النزاعات بالطرق السلميــة.

واذ يعبر المجلس عن الأمل في ان تراجع الجمهورية الاسلامية الايرانية موقفها من هذه القضية، فانه يؤكد وقوفه التام الى جانب دولة الامارات العربية المتحدة في التمسك بسيادتها الكاملة على جزيرة ابو موسى، وتأييده المطلق لكافة الاجراءات التي تتخذها دولة الامارات العربية المتحدة لتأكيد سيادتها على الجزيرة.

ويتابع المجلس مسيرة مساعي السلام الرامية الى انهاء النزاع العربي الاسرائيلي والوصول الى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على اساس قراري مجلس الأمن 242 و 338 ومبدأ مقايضة الأرض بالسلام، ويرحب باستئناف الأطراف المعنية المحادثات الثنائية في واشنطن، ويجدد تأكيد التزامه بدعم جهود السلام المبذولة، ويشيد بالجهود التي يبذلها راعيا مؤتمر السلام، ويعرب عن تطلعه للتوصل الى حل سلمي عادل وشامل ودائم للنزاع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية، بما يضمن انسحابا اسرائيليا من كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف وضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير المصير، ووضع قواعد راسخة لتثبيت الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ويعبر المجلس عن قلقه العميق واسفه الشديد لاستمرار معاناة الشعب الصومالي الشقيق نتيجة الحرب الأهلية الدامية التي ادت الى مقتل الكثير من الأبرياء او موتهم جوعا، خاصة الأطفال والنساء، وتشريد الآلاف. ويعرب عن تعاطفه مع ابناء الشعب الصومالي، ويناشد كافة القوى الوطنية الصومالية حقن الدماء ونبذ الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية، مؤكدا من جديد وقوف دول مجلس التعاون الى جانب الصومال في محنته المؤلمة، ومعربا عن امله في عودة الأمن والاستقرار في ذلك البلد الشقيق. ويناشد مجلس الأمن تعزيز القوات الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الصومالية.

ويلاحظ المجلس الوزاري بقلق عميق واسف بالغ استمرار تردي الوضع في جمهورية البوسنة والهرسك نتيجة استمرار عدوان ما يسمى بجمهورية يوغسلافيا الاتحادية وخرقها القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة وانتهاكها لاستقلال وسيادة ووحدة اراضي جمهورية البوسنة والهرسك، واقدام قواتها على ارتكاب ابشع جرائم الابادة العرقية والارهاب والتهجير، ويدين المجلس بشدة عدوان ما يسمى بجمهورية يوغسلافيا الاتحادية، ويطالب مجلس الأمن باتخاذ كافة الاجراءات الضرورية، بما فيها استخدام القوة استنادا الى المادة 42 من الفصل السابع لاعادة السلم والأمن الدوليين، ولارغام قوى العدوان على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية ومنع احداث اي تغيير في التركيبة السكانية او تحقيق اية مكاسب اقليمية، والحيلولة دون مكافأة المعتدين، وارغام القوات الصربية النظامية وغير النظامية على الانسحاب من جمهورية البوسنة والهرسك، تلك القوات التي تتحمل مسئولية ما اقترف من جرائم ضـد الانسانية وضرورة ملاحقة المسئولين عن تلك الجرائم.

ويؤكد المجلس تضامنه التام ووقوفه الى جانب جمهورية البوسنة والهرسك حكومة وشعبا في محنتها المؤلمة ودفاعها البطولي عن سيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها، ويشيد المجلس بقرارات مؤتمر لندن وبالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، ويدعو المنظمات الدولية الى الاسهام في تخفيف المعاناة، والسعي لتحقيق الأهداف التي حددها مؤتمر لندن على اساس المبادئ التي وافقت عليها جميع الأطراف، ويدعو المجتمع الدولي الى اتخاذ موقف موحد وحازم لتنفيذ مقررات مؤتمر لندن وتقديم العون المادي والعسكري لجمهورية البوسنة والهرسك لاعانتها على دفع العدوان بما يكفل حق الدفاع الشرعي وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وقطع العلاقات الاقتصادية مع ما يسمى بجمهورية يوغسلافيا الاتحادية تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 757.

ويؤكد المجلس الوزاري عزمه على الاسراع بخطى مسيرة العمل المشترك وفق الأهداف المحددة، ودفع التعاون نحو آفاق جديدة تلبي طموحات قادة دول المجلس وتتجاوب مع تطلعات شعوبها، وبما يحقق مزيدا من الترابط والتكامل بين الدول الأعضاء في ظل المسيرة الخيرة لمجلس التعاون.


صـدر في مدينة جـدة
12 ربيع الأول 1413هـ
الموافق 9 سبتمبر 1992م