News

Events

No content found

 الدورة 4 ( 20-21 رمضان 1402هـ الموافق 11-12 يوليو 1982م )

البيان الصحفي
الصادر عن الدورة الرابعة للمجلس الوزاري
الطـــائف
20ـ21 رمضان 1402هـ
11ـ12 يوليو 1982م



عقد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون دورته الاعتيادية الرابعة في مدينة الطائف يومي 20 ـ 21 من شهر رمضان المبارك 1402هـ الموافــق 11 ـ 12 يوليو 1982م.

وعبر المجلس عن مشاعر الحزن والأسى لوفاة المغفور له صاحب الجلالة الملك خالد بن عبدالعزيز الذي انتقل الى جوار ربه وهو يتابع عن كثب تطورات العدوان الصهيوني على شعبي فلسطين ولبنان، ويتذكر المجلس اعمال الراحل العظيم الجليلة ودوره في قيام مجلس التعاون ورعايته لهذا المجلس، ويدعو الله سبحانه وتعالى ان ينشر على روحه شآبيب الرضوان ويسكنه فسيح جناته.

وقد استعرض المجلس الوضع السياسي الراهن في المنطقة، والاوضاع الناشئة عن الغزو الصهيوني للأراضي اللبنانية، وعملية الابادة التي يتعرض لها الشعبان الفلسطيني واللبناني على ايدي الغزاة الصهاينة الذين لم يراعوا المواثيق الدولية ولا القانون الدولي، وارتكبوا في حرب الابادة التي يشنونها اعمالا اجرامية، فلم تثنهم حرمة النساء ولا براءة الاطفال ولا استكانة الشيوخ، وعاثوا في ارض لبنان العربي فسادا وجلبوا الدمار والخراب، غير عابئين بالمجتمع الدولي ولا بالقيم والمواثيق والأعراف الدولية ولا باستنكار الرأي العام العالمي ودون احترام لأبسط حقوق الانسان.

والمجلس اذ يعرب عن استنكاره وادانته لهذا الغزو الهمجي الذي هو انتهاك للكرامه الانسانية ودليل آخر للعالم اجمع يفضح حقيقة نوايا اسرائيل ومخططاتها العدوانية التوسعية، فأنه يحذر في الوقت نفسه من مغبة استمرار الاحتلال الاسرائيلي للبنان، لما يؤدي اليه من تفجير للاوضاع في المنطقة وايجاد مضاعفات خطيرة سوف لا تقتصر آثارها على هذه المنطقة وحدها وانما تتعدى ذلك الى دائرة اوسع، بكل مايترتب عليه من تهديد للسلام والأمن الدوليين.

ان المجلس، في الوقت الذي يؤكد فيه دعمه ووقوفه الى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني في الدفاع عن حقوقهما وعن استقلال ووحدة اراضي لبنان، ليؤمن في الوقت نفسه بأن التصدي لغزو العدو الصهيوني للأراضي اللبنانية ورفع الحصار عن بيروت العربية وعن المقاومة الفلسطينية فيها والتي تناضل من اجل تمكين شعب فلسطين من ممارسة حقه في تقرير المصير وانشاء دولته المستقلة على ترابه الوطني، هو مسئولية عربية واسلامية ودولية يقع عبؤها على المجتمع الدولي وفي مقدمتهم جميع الدول العربية والاسلامية، مما يستوجب تأكيد العزم على توحيد صفوفها وحشد طاقاتها بجانب الاشقاء اللبنانيين والفلسطينيين تجسيدا لتضامنها معهم، وتفويت الفرصة على الكيان الصهيوني من تحقيق مأربه ضـد امتنا.

كما يؤكد المجلس ايمان دوله من اجل الذود عن لبنان وتأكيد استقلاله وسيادته والمحافظة على سلامة اراضيه ووحدته الوطنية ومن اجل الحفاظ على المقاومة الفلسطينية وقيادتها ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في دعم المساعي التي تبذلها اللجنة السداسية الوزارية المنبثقة عن مجلس الجامعة العربية في دورته الطارئة التي انعقدت في تونس مؤخرا.

ولقد انصبت جهود دول المجلس مع سائر الأشقاء العرب في هذا الأطار للتحرك اقليميا ودوليا باتجاه هدف اساسي وهو العمل على انسحاب قوات الغزو الاسرائيلي من لبنان.

وان المجلس يدعو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن تحمل مسئولياتها القانونية حسب ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على السلم في العالم واتخاذ الاجراءات المنصوص عليها في الميثاق بتطبيق الفصل السابع منه بفرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل لرفضها تنفيذ قراري مجلس الأمن رقم 508 و 509، واذ يستنكر المجلس بشدة قيام الولايات المتحدة باستخدام حق النقض ( الفيتو ) في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الهادفة الى اتخاذ اجراءات رادعة لاسرائيل ويعتبر ذلك عملا منافيا للمبادئ التي يجسدها الميثاق ومناهضا للحقوق العربية المشروعة ويدعو الولايات المتحدة بعدم عرقلة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة او اتخاذ قرارات من مجلس الأمن باستخدامها حق النقض.

كما انصبت هذه الجهود ايضا على ضرورة التوصل الى موقف لبناني ـ فلسطيني يحفظ الوجود الفلسطيني، ويحقق الاتفاق بينهما، بما يتيح الفرصة للأمة العربية للانصراف نحو معالجة القضية المصيرية، قضية فلسطين، من مختلف جوانبها بهدف اقرارسلام عادل وشامل يلبي الحقوق

العربية ويكفل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وبما يجنبها اية مضاعفات تسمح بالتدخل الأجنبي في شئونها او يجعل منها مسرحا لصراع النفوذ بين القوى الكبرى.

ويعبر المجلس عن امله بأن يتم الوفاق بين مختلف الطوائف في لبنان بما يحقق العدل والمساواة وروح التعاون والاخاء ويوفر الاستقرار للبنان الشقيق، كما يواصل المجلس جهوده المخلصة عبر قنوات اسلامية وعربية ودولية عديدة للوصول الى الحل الذي يكفل انهاء النزاع العراقي ـ الايراني الذي لا يستفيد من استمراره الا الكيان الصهيوني وغيره من اعداء العروبة والاسلام.

وقد عبر المجلس عن تقديره لموقف العراق في سحب قواته من الأراضي الايرانية الى الحدود الدولية واستعداده لحل المشكلة بالمفاوضات الدبلوماسية على نحو يكفل حقوق الطرفين، كما يأمل المجلس بأن تتجاوب ايران مع هذه البادرة بروح الأخوة الاسلامية لتجنيب المنطقة أي تصعيد للنزاع وتعريضها الى الفرقة والفوضى وعدم الاستقرار الذي لا تستفيد منه الا قوى خارجية لا تهمها مصلحة دول المنطقة ولا امنها ولا استقرارها..

وعبر المجلس عن ارتياحه للانجازات التي حققتها اللجان الوزارية المختلفة من اجل تنفيذ الاتفاقية الاقتصادية الموحدة. ولاحظ بالتقدير الخطوات التي تمت لانشاء مؤسسة الخليج للاستثمار التي تعتبر احدى العلامات المميزة على طريق التعاون بين دول المجلس واذا يوافق على ما حققته هذه اللجان فانه يقرر رفعها الى المجلس الأعلى في دورته الثالثة من اجـــل اقـرارهـا.

كما اقر المجلس اللوائح المالية والادارية للامانة العامة لمجلس التعاون.